اليومَ نُحْيِي ذكرى جميع من قضوا في الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا منذ ثلاثة وعشرين عاما. ففي ذلك اليوم قُتل 000 800 شخص ونيف قتلا ممنهجا في مختلف أنحاء البلد، معظمهم من قبائل التوتسي، وأُهلك معهم أعداد متواضعة من قبائل الهوتو والتوا وغيرها. واليومَ نُحَيِّي أيضا من نجوا من الإبادة، ونقدر ما قاسوه من ألم وأبانوا عنه من شجاعة وما زالوا يكابدونه من ضروب الصراع. وإن قدرة هؤلاء على الصمود وعلى المصالحة لهي مصدر إلهام لنا جميعا. على أن السبيل الوحيد إلى إحياء ذكرى من قتلوا في رواندا بصدق هو العمل على منع وقوع مثل تلك الأحداث أبدا. فدرءُ الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الفظيعة مسؤولية مشتركة وواجب أساسي تنهض به الأمم المتحدة. ويجب على العالم أن يظل دائما متيقظاً متنبهاً للعلامات المنذرة بالإبادة الجماعية وأن يتصدى سريعا وباكرا للخطر الداهم. إن سجل التاريخ حافل بفصول مأساوية تتراوح بين الكراهية والتقاعس والخذلان، وهي دوامة أدت إلى أعمال العنف والحبس ومعسكرات الموت. لقد بيّن القرن الماضي وحدَه، المرةَ تِلوَ الأخرى، أن سم التعصب لم يزل منتشرا في مجتمعاتنا. بل إن الأقليات وغيرها من الفئات لا تزال اليومَ تواجه الاعتداءات وألوان الاستغلال بسبب هوية أفرادها. فلنستخلص العِبَر مما وقع في رواندا ولنتكاتف من أجل بناء مستقبل يسوده التسامح وينعم فيه الجميع بالكرامة وحقوق الإنسان.