مع اقتراب موعد انعقاد الدورة الشتوية لألعاب الأولمبياد والألعاب الأولمبية للمعوقين، أود أن أضم صوتي إلى صوت اللجنة الأولمبية الدولية لأناشد جميع الأطراف الضالعة في ارتكاب أعمال عدائية مسلحة في كافة أرجاء العالم أن تلقي أسلحتها وتلتزم بالهدنة الأولمبية.
إن الهدنة الأوليمبية عُرْف بَدأ اتّباعه في قديم الزمان لتمكين الرياضيين من السفر بأمان إلى مكان إقامة الألعاب الأوليمبية. وقد هيأ هذا العرف بيئة تتجسد فيها روح الألعاب الأوليمبية الحقيقية، أي التنافس السلمي بين الأمم والاحتفاء بمفاخر التمييز الفردي.
أما اليوم، فإن الرياضة والمناسبات الرياضية، كالألعاب الأوليمبية والألعاب الأوليمبية للمعوقين، تحطم الحواجز لأنها تجمع الناس من شتى أنحاء العالم على اختلاف مشاربهم. فالمشاركون فيها يحملون أعلام أمم عدة ولكنهم ينضوون جميعا تحت لواء واحد هو لواء المساواة والتنافس الشريف، والتفاهم والاحترام المتبادل.
ونحن نضفي على هذه القيم معنى من خلال الهدنة الأوليمبية، أي بدعوة جميع الأطراف المتحاربة في كل مكان إلى أن تلقي سلاحها أثناء الألعاب الأوليمبية. فهذه الفترات التي يتوقف فيه القتال تتيح إنقاذ الأرواح ومساعدة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين. وهي تهيء حيزا دبلوماسيا للتفاوض على حلول دائمة.
والهدنة الأوليمبية أو المثل الأعلى الأوليمبي بصفة عامة يحملان رسالة قوية، فحواها أن الشعوب والأمم بوسعها أن تضع خلافاتها جانبا وأن تعيش جنبا إلى جنب وتعمل مع بعضها البعض في وئام. وإن تمكنت من فعل ذلك يوما واحدا أو في مناسبة واحدة، فبوسعها فعله إلى الأبد. وهذا هو الحلم الذي تقوم عليه الأمم المتحدة والهدف الذي نصبو إليه في عملنا اليومي.
وإنني أدعو جميع المنخرطين في أعمال عدائية احترام هذه الهدنة التي أقرتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة. وهذه المعركة معركة شاقة ولكننا يجب أن نثابر على إعلان الهدنة وأن نبذل قصارى جهدنا لتأمين الالتزام بها. ولتكن شعلة الألعاب الأوليمبية والألعاب الأوليمبية للمعوقين المقامة في لندن منارة تضيء سبيل السلام في جميع أرجاء العالم على مدى الأسابيع القليلة المقبلة.