لم يعد كوفيد-19، كما أعلن سابقا، حالة من حالات الطوارئ الصحية العامة الدولية، ولكن انتشاره لا يزال مستمرا، ولا تزال آثاره المدمرة ماثلة أمامنا. وتظل تداعيات الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الجائحة ملموسة، ويعاني العديد من الأنظمة الصحية من التعثر. بينما يحدق بملايين الأطفال خطر الإصابة بالأمراض بعد أن فاتتهم فرص تلقي التطعيمات الروتينية في مرحلة الطفولة. ولا يزال بلايين الأشخاص، وغالبيتهم العظمى من البلدان النامية، دون حماية من الفيروس بعد مرور ثلاث سنوات على إنتاج أول لقاح مضاد لكوفيد-19.
وعندما تحل الجائحة المقبلة، يجب علينا مواجهتها على نحو أفضل. غير أننا لسنا مستعدين بعد لذلك. لذا يجب أن نتأهب ونستخلص الدروس من كوفيد-19.
ويجب على العالم أن يعمل يدا في يد على تحسين وسائل مراقبة الفيروسات، وتعزيز الأنظمة الصحية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة الموعودة. ويجب ألا نقع مجددا في الكارثة الأخلاقية والطبية المتمثلة في احتكار البلدان الغنية للوازم الرعاية الصحية الضرورية لمكافحة الجائحة والتحكم فيها، ويجب أن نكفل حصول الجميع على وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات. ويتعين علينا أن نعزز سلطة منظمة الصحة العالمية وتمويلها.
ويحرز في الوقت الراهن تقدم في هذه المساعي. فقد اتفق الاجتماع الرفيع المستوى بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والتصدي لها المعقود في أيلول/سبتمبر على اعتماد إعلان سياسي قوي. ويأتي ذلك تكملة للمفاوضات الجارية بشأن اتفاق يتعلق بالجوائح في جنيف.
وفي هذا اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، أحث البلدان على الاستفادة من هذا الزخم من خلال التوصل إلى اتفاق قوي وشامل يركز على الإنصاف، بحلول موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو من العام المقبل.
فلنعمل معا على تطبيق الدروس المستفادة من كوفيد-19، ولنتأهب من أجل تهيئة عالم أكثر إنصافا ينعم بمزيد من الصحة لأجل الجميع.