دور الطاقة المستدامة للجميع وتعزيز الطاقة المستدامة في المستقبل
الطاقة المستدامة للجميع هي دعوة تجمع بين الثورة والإصلاح: رؤية راديكالية تتيح لكل فرد سُبل الحصول على الطاقة الموثوقة مع إمكانية تحمُّل تكاليفها على نحو ما يحتاجه المرء لكي يعيش حياة مُنتجة وصحية وآمنة مع احترام القيود الكوكبية التي أصبحنا جميعاً نواجهها نتيجة لتغيُّر المناخ.
حكاية الطاقة المستدامة في أيسلندا: نموذج للعالم؟
في حقبة تشهد تغيُّر المناخ، وقد جعل من الضروري أن تقوم البلدان حول العالم بتنفيذ حلول تتصل بالطاقة المستدامة، تعرض أيسلندا حالة فريدة في بابها. فاليوم نجد أن ما يقرب من نسبة 100 في المائة من الكهرباء المستهلَكة في هذا البلد الصغير، الذي يضم 000 330 نسمة، يأتي من الطاقة المتجددة.
الطاقة الحضرية المستدامة هي المستقبل
على مدار السنوات العشرين الماضية شهدت المناطق الحضرية نمواً مشهوداً. وفي الوقت الحالي يوجَد أكثر من 3.5 بليون نسمة يسكنون المناطق الحضرية (ما يقرب من نصف سكان المعمورة). والبلدان النامية بالذات هي التي تتعرّض للتغيُّر السريع ما بين الاقتصادات الريفية إلى الاقتصادات ذات الأساس الحضري باعتبار أنها تتحوَّل من خلال سكانها المتحوّلين إلى الحَضَر (الأمم المتحدة - الموئل والمجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2009، ص. 7).
كيف يمكن أن تصبح الطاقة المتجدِّدة متنافسة من حيث التكاليف
بصفتي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجدِّدة، فقد قَبِلت بكل سرور فرصة الكتابة عن التحوُّل المرموق لقطاع الطاقة بفضل تكنولوجيات الطاقة المتجدِّدة. وقد تلقيت الاقتراح بشأن الموضوع من خلال دعوة كريمة موجَّهة من مجلة وقائع الأمم المتحدة، ولسوف نعود إليها في لحظة لأنها تقول الكثير بشأن موقِع الطاقة المتجددة اليوم وكيفية النظر إليها.
الطاقة الذرية - إنقاذ الحياة
سبق اتباع نَهج هذه المفاعلات من الملح المنصهر على نطاق واسع بالولايات المتحدة بين عقدي الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وعلى خلاف المفاعلات الحالية فقد أتاحت حلولاً فريدة بالنسبة إلى كثير من التحدّيات التي تواجهها المفاعلات التقليدية.
هدف التنمية المستدامة 7 والتنمية المستدامة للطاقة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
في ضوء استعادة ما تم مؤخراً من الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين للأمم المتحدة، إضافة إلى الاعتماد التاريخي لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة، يصبح التوقف ضرورياً من أجل التسليم بالإنجاز التاريخي الذي يتمثل في إدراج الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالطاقة، ضمن الخطة الجديدة. ذلك لأن إدراج التنمية المستدامة ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة أمر لا يقل أهمية عن التدليل على نفوذ الأمم المتحدة ودولها الأعضاء في تحويل المنظورات العالمية المتعلقة بالقضايا الجوهرية ووضع معايير جديدة وقيم عالمية شاملة، فيما يجري العمل كذلك على حل الكثير من التحديات العالمية المطروحة اليوم في حوارات السياسة والاقتصاد والبيئة على السواء.
تمويل الطاقة المستدامة للجميع
بالنسبة للمجتمع العالمي، ينبغي أن توضَع الطاقة المستدامة العالمية الشاملة على قمة الأولويات. فنحن ندين بها في حالة البشر الذين يبلغ عددهم 1.1 بليون نسمة ممن يعيشون وهم لا يزالون محرومين من الكهرباء، وكذلك للبشر الذين يبلغ عددهم 2.9 بليون نسمة ممن لا يزالون يستخدمون أنواع الوقود من الكتلة الإحيائية الملوَّثة لأغراض الطهي والتسخين. على أن الطاقة أمر أساسي من أجل إنهاء حالة الفقر إذ تقوم على أساسها عمليات النمو الاقتصادي وإحراز التقدُّم في جميع مجالات التنمية - ما بين الأمن الغذائي إلى المياه النقيّة إلى التعليم وفُرص العمل والرعاية الصحية.
هدف التنمية المستدامة بالنسبة للطاقة وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات
يشكل تقديم خدمات الطاقة، ومنها مثلاً الإنارة وسُبل الراحة الحرارية والطهي والمواصلات والانتقال أمراً لا غنى عنه بالنسبة للرفاه الاجتماعي والاقتصادي. ولكن استخدام المحروقات الأحفورية من أجل تلبية هذه الاحتياجات يمكن أيضاً أن يفضي إلى مزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مما يحتمَل أن يُشكل تهديداً لرفاهنا.
النظر إلى الماضي، والمضي قدما
وبقاء الأمور على حالها لن يقود العالم إلى مسار تنمية مستدامة ولن يتيح لنا الاستجابة للتحديات الجديدة والمستجدة. وكما صاغ ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في الخطاب الذي ألقاه في ستانفورد في عام 2013، حيث قال “لا يمكن أن تكون هناك خطة باء لأنه ليس هناك كوكب باء. ويخبرنا العلم والاقتصاد أننا بحاجة إلى تغيير المسار - وقريبا”.
حان الوقت لإجراء إصلاحات جريئة
وفي هذا العام الذي يوافق الذكرى السنوية السبعين، يجب أن تُظهر الأمم المتحدة أن لها من النضج والمسؤولية ما يكفي لإجراء إصلاحات جريئة يمكن أن تكفل فعاليتها على الأجل الطويل. وعليها أيضا أن تتحلى بالتواضع وتتعامل مع المواطنين العاديين في دولها الأعضاء، وتستمع إلى آرائهم، وتعترف بإسهاماتهم في التنمية، وتثبت أنها ذات أهمية لحياتهم، ولحياة أولادهم والفرص المتاحة لهم.
من الصحة العالمية إلى التراث العالمي: 70 سنة هي عمر الأمم المتحدة
ويعرفنا تاريخ الأمم المتحدة ما هو أكثر من مجرد كيف ظهرت تلك المنظمة. فهو يُبيِّن ديناميات المنظمة وقدرتها على التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة. فهي قصة تعاون عبر عداوات تقليدية، كانت دائما تعمل خلف الكواليس ومن خلال أفراد لا يُعرف عنهم الكثير.
رسالة بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لإنشاء الأمم المتحدة
وفي مناسبة هذه الذكرى السنوية وفي كل يوم، يجب أن نستخدم سلطتنا ونفوذنا لفعل ما هو حق وما هو ضروري لدعم الميثاق. وعلى الرغم من أننا لا يمكننا منع حدوث الزلازل وأمواج تسونامي، فإننا يمكننا أن نفعل الكثير لمواجهة الكوارث التي تنشأ عن السفه وقصر النظر البشريين. وهذا أوان الاختبار ولكنه أبعد من ذلك أوان فرصة هائلة. فمع استمرار تلاشي الفروق بين ما هو وطني وما هو دولي، يمكننا، بل ويجب علينا، أن نستفيد من الدروس المستخلصة من سبعين عاما لنجتمع معا كأسرة إنسانية واحدة نخط طريقا نحو مستقبل أكثر أمنا واستدامة للجميع.